راجية رضى الله
عضو لامع
عدد المساهمات : 127 نقاط : 357 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/12/2009
| موضوع: الورقة الضائعة سببٌ في الثروة الحديثية الضخمة للشيخ الألباني رحمه الله . الأربعاء مارس 17, 2010 3:54 am | |
| قصة الورقة الضائعة محمد ناصر الدين الألباني يقول الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه ( فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية ) : ( ولم يكن ليخطر ببالي ، وضع مثل هذا الفهرس ، لأنه ليس من اختصاصي ، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه ، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه ، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري ، منذ أكثر من اثني عشر عاماً ، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة ( تصليح الساعات ) مقدار ستة أشهر . فعملت بنصيحته أول الأمر ، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين ، ثم أخذت نفسي تراودني ، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة ، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته ، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها (ذم الملاهي) للحافظ ابن أبي الدنيا ، لم تطبع فيما أعلم يومئذ ، فقلت : ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي ؟ وحتى يتم نسخها ، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل ، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة ، فبإمكاني يومئذ مقابلتها ، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه ، ثم أحققها بعد ذلك على مهل ، وأخرج أحاديثها ، ثم نطبعها ، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي ! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة ، أبلغني أن فيها نقصاً ، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها ، ثم قابلتها معه على الأصل ، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه ، وأقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس ، فأخذت أفكر فيها ، وكيف يمكنني العثور عليها ؟ . والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان ( مجاميع ) ، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب ، مختلفة الخطوط والمواضيع ، والورق لوناً وقياساً ، فقلت في نفسي ، لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر ، من هذه المجلدات ! ، فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها ، على التسلسل . ونسيت أو تناسيت نفسي ، والوضع الصحي الذي أنا فيه ! . فإذا ما تذكرته ، لم أعدم ما أتعلل به ، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه ، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية !. وما كدت أتجاوز بعض المجلدات ، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات ، لمحدثين مشهورين ، وحفاظ معروفين ، فأقف عندها ، باحثاً لها ، دارساً إياها ، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق ، ثم تطبع ، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء ، فأجد الثاني دون الأول مثلاً ، فلم أندفع لتسجيلها عندي ، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة ، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات ( المجاميع ) البالغ عددها ( 152) مجلداً ، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني ، وشجعني على ذلك ، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل . ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة ، قلت في نفسي : لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث ، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث) !. فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً ، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها ، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل . وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة ، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر ؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة ، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط ، دون أن أحظها بها ! .( قلت : لعلها أحظى بها ) . ولكني لم أيأس بعد ، فهناك ما يعرف بـ (الدست) ، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها ، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية ، ولكن دون جدوى . وحينئذ يأست من الورقة ، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم ، طالما كنت غافلاً عنه كغيري ، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى ، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية ، مما لم يطبع بعد . فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي ، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها ، للمرة الثانية ، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب ، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي ؛ لا أترك شاردة ولا واردة ، إلا سجلته ، حتى ولو كانت ورقة واحدة ، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية ! . وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة ، وهي دراسة هذه الكتب ، دراسة دقيقة ، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه ، وغير ذلك من الفوائد . فإني كنت أثناء المرحلة الثانية ، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً ، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً ، وجزءاً جزءاً . ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد ، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة ، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها ، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها ، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية ، وحديث نبوي شريف ، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً ، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد ، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها ، مع أسانيده وطرقه ، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم ، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية ، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي ، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم ، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات ! . فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي ؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة ! . فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) . | |
|
شاهت المدير العام
عدد المساهمات : 1952 نقاط : 5100 السٌّمعَة : 6 الجنس : تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: رد: الورقة الضائعة سببٌ في الثروة الحديثية الضخمة للشيخ الألباني رحمه الله . الأربعاء مارس 17, 2010 5:08 am | |
| شكراااا ليك على الموووضوع | |
|
نيللي علي مشرفة
عدد المساهمات : 588 نقاط : 1438 السٌّمعَة : 1 الجنسية : الهواية * : الجنس : تاريخ التسجيل : 04/01/2010
| موضوع: رد: الورقة الضائعة سببٌ في الثروة الحديثية الضخمة للشيخ الألباني رحمه الله . الإثنين مارس 29, 2010 5:56 am | |
| | |
|
روحي تحبك مشرف
عدد المساهمات : 745 نقاط : 2313 السٌّمعَة : 1 الجنس : تاريخ التسجيل : 29/08/2009
| موضوع: رد: الورقة الضائعة سببٌ في الثروة الحديثية الضخمة للشيخ الألباني رحمه الله . الخميس أبريل 01, 2010 9:04 pm | |
| | |
|